على الرغم من استمرار غياب الاعتراف القانوني والمجتمعي بالعمل المنزلي كعمل مثل أي عمل آخر، قرّرت مئات عاملات المنازل المهاجرات في لبنان هذه السنة أيضًا الاحتفال بعيد العمّال على طريقتهنّ الخاصّة، والمطالبة مرّة جديدة بمساواتهنّ بباقي العمّال وإلغاء نظام الكفالة الذي يحرمهنّ من أبسط حقوقهنّ الإنسانية والعمّالية.

واستكمالاً لحملة " "في شي غلط..." بنظام الكفالة الخاص بعاملات المنازل المهاجرات"، انطلق رجال ونساء مهاجرين/ات بمسيرة مطلبيّة من عين المريسة باتّجاه حديقة الصنائع إلى جانب الجمعيّات المُنظِّمة* للمناسبة، وأفراد داعمين شاركوا لإيمانهم بأنه لا يجوز استثناء عاملات المنازل من هذا العيد والقبول ببقائهنّ تحت رحمة نظام الكفالة . ومن أبرز الهتافات التي أُطلقت خلال المسيرة "إرفع صوتك بالعالي ضدّ نظام الكفالة؛ بكفّي عنصريّة وأنظمة عبوديّة؛ الكفالة مرض مخفي العاملة ما بتموت صدفة...".

وفي حديقة الصنائع، أكملت العاملات المهاجرات الاحتفال بعيدهنّ ضمن مهرجان ثقافي تضمّن أطباق غذائيّة أعددنها بأنفسهنّ ولوحات راقصة تراثيّة عكست الحضارات المتنوّعة والغنيّة لبلدانهنّ، ومسرحيّة خاصّة بالمناسبة.

وخلال المهرجان، ألقت ثلاث سيّدات مهاجرات كلمةً للمناسبة ذكرن فيها زميلاتهنّ اللواتي لم يتمكّنّ من المشاركة "ليس لأنهنّ لم يردن ذلك، بل لأن ثمّة نظام يسمح بحرمانهنّ من مغادرة المنزل والتمتّع بيوم عطلة". وتابعت السيّدات "إنّ هذا النظام هو نفسه الذي يحرم عاملة المنزل من حقّها في ترك العمل أو الانتقال إلى صاحب عمل آخر، وهو نفسه الذي يمنعها من التنقّل والتواصل بشكل طبيعي"، و ختمنّ قائلات: "جئنا اليوم عاملات منازل، جمعيات ومنظمّات لبنانية ودولية، ناشطين وناشطات في المجتمع المدني، جئنا معًا لنطالب بالتغيير. صحيح أنّ الطريق لا يزال طويلاً، لكنّ الذي حقّقناه حتى اليوم خير دليل على أنّنا نزداد أملًا وعزيمةً وأنّ العدالة ستتحقّق."

*يأتي هذا الاحتفال كثمرة تنسيق بين كلّ من منظمة "كفى عنف واستغلال"، حركة مناهضة العنصرية، جمعية إنسان، كاريتاس لبنان- مركز المهاجرين، مؤسسة عامل؛ بدعم من المجلس الدنماركي للاجئين، ومنظّمة العمل الدولية، بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون وبدعم من الاتحاد الأوروبي؛ وبمشاركة الاتّحاد الوطني لنقابات العمّال والمستخدمين في لبنان.