النساء "يستولين" على الكونغرس والشبان يتعلمون الكي في إسبانيا
بعد 88 عاماً على السماح للنساء في إسبانيا بالإقتراع، تألّف البرلمان الإسباني الجديد الأسبوع الماضي من 166 نائبة، يشغلنَ 47.4% من المقاعد، في سابقة في تاريخ البلاد. هذا الحدث استدعى الصحيفة الأكثر قراءة في إسبانيا "إل باييس" أن تُعنون خبرها كالتالي: "عن اليوم الذي استولت فيه النساء على الكونغرس الإسباني".
أصبح البرلمان الإسباني أفضل برلمان في أوروبا لناحية المساواة في التمثيل بين الجنسين والخامس على مستوى العالم.
واحتلّت إسبانيا في حكومتها الأخيرة المرتبة الأولى عالمياً في عدد الوزيرات، مع 11 وزيرة من أصل 17 وزيراً. فيما شغل لبنان في حكومته الماضية المرتبة 176 عالمياً مع وزيرة واحدة من أصل 29 قبل تأليف الحكومة الجديدة من 30 وزيراً بينهم أربع وزيرات.
النائبات في الكونغرس الإسباني الجديد من أعمار وأجيال مختلفة. أصغرهنّ هي ماريا تيريزا بيريز (25 عاماً) من تحالف "يونيداس بوديموس" الإنتخابي.
بيريز اعتبرت أنّ زيادة عدد النساء في البرلمان هو "نتيجة تعاظم الموجة النسوية وتحركات 8 آذار" التي شارك فيها مئات الآلاف في السنوات القليلة الماضية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة.
لكنّ بيريز أكدت أنّ ذلك وحده لا يكفي: "من الجيّد طبعاً القيام باختراق، إلا أنّه من الضروري أيضاً سنّ قوانين نسوية وإلغاء النظام الأبوي في السياسة، ممّا يعني: قدراً أكبر من الحوار والتماس معاناة النساء، وما يعني أيضاً نسبة أقلّ من هرمون التستوستيرون، وأقل إفراطاً في التمثيل".
أما نائبة حزب "فوكس" اليميني المتطرف كريستينا إستيبان (43 عاماً) ، فهي لم تعطِ أية أهمية لارتفاع عدد النساء في الكونغرس. إذ إنّ ذلك بالنسبة لها "ليس شيئاً إيجابياً ولا سلبياً".
احتجاجات 8 آذار
شهدت المدن الإسبانية في السنوات القليلة الماضية نزول مئات آلاف المتظاهرين الى الساحات في اليوم العالمي لحقوق المرأة.
في يوم 8 آذار الماضي، خرجت أكثر من 500 تظاهرة في مدن وقرى مختلفة في أنحاء البلاد.
375 ألف شخص تظاهروا في العاصمة مدريد للمطالبة بالمساواة التامة. وتظاهر 200 ألف في برشلونة و220 ألفاً في فالينسيا وعشرات الآلاف من النساء في الباسك.
كما نفذت آلاف النساء والطالبات المدرسيات والجامعيات في مناطق مختلفة من إسبانيا وللسنة الثانية على التوالي، إضراباً عن العمل وحضور المحاضرات لمدة 48 ساعة ومنهنّ أضربن عن العمل لمدة ساعتين فقط.
تجدر الإشارة إلى أنّ المرأة الإسبانية تتقاضى أجراً أقل بحوالى 13% من الرجل مقابل العمل ذاته.
وفي ما يتعلّق بالعنف على أساس النوع الجندري، قُتلت 47 إمرأة عام 2018 في إسبانيا. 40 منهنّ قُتلنَ على يد شركائهنّ أو شركائهنّ السابقين والأخريات قتلن في محاولات اغتصاب أو غيرها من أشكال العنف الممارس من الرجال.
تعليم العمل المنزلي للأطفال الذكور
بالتزامن مع الإنتخابات البرلمانية الإسبانية، أعادت بعد الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الإجتماعي مؤخراً نشر صور لأطفال ذكور يتعلمون الكي والخياطة والطبخ، في مبادرة بدأت بها مدرسة مونتيكاستيلو في مدينة فيغو الإسبانية في العام 2018 تحت شعار: "يتم تعلّم المساواة عبر الأفعال".
المدرسة أدخلت ساعات إضافية عن "الإقتصاد المنزلي" على برنامجها التعليمي للشبان كي يتعلمون أساسيات العمل المنزلي، في مبادرة لتعزيز المساواة بين الجنسين وكسر "وصمة العار" تجاه عمل الرجال في المنزل.
والملفت في ذلك أنّ المعلمين وممثلي الحرم المدرسي تطوّعوا لإعطاء هذه الروس. كما شارك بعض آباء الطلاب المدرّسين بإعطاء بعض الصفوف.