"ميهيريت": قصص عاملات المنازل وواقعنا على الشاشة الكبيرة

"ميهيريت": قصص عاملات المنازل وواقعنا على الشاشة الكبيرة

في إطار العمل المستمرّ للضغط من أجل إلغاء نظام الكفالة والحدّ من الممارسات الاستعبادية تجاه عاملات المنازل المهاجرات ونشر الوعي المجتمعي حول الظلم والتمييز العنصري الذي تتعرّض له هذه الفئة العاملة،

أطلقت "كفى" أمس فيلم "ميهيريت"، من إنتاجها وبدعم من "صندوق تنمية المرأة الأفريقية"، كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فادي حداد، في سينما vox في بيروت بحضور عدد من المهتمّين والمعنيين والناشطين الحقوقيين وعاملات المنازل المهاجرات وفريق العمل.

يروي الفيلم السينمائي الذي عُرض بمناسبة "اليوم العالمي للمهاجرين"، قصة "ميهيريت" الشابّة الإثيوبية التي جاءت إلى لبنان للعمل في الخدمة المنزلية. ميهيريت التي تعيل والدتها وابنتها في إثيوبيا تبدأ مشوارها المأساوي مع نظام تشغيل العاملات المهاجرات في لبنان وشروطه غير الإنسانية وتنتقل من مكان عمل إلى آخر فتختبر الانتهاكات الجسدية والنفسية والمادية وتجريدها من حقوقها كعاملة وكإنسانة في ظلّ نظام الكفالة الاستعبادي المعمول به في البلد. يجسّد الفيلم تجارب مُعاشة من قبل عدد كبير من عاملات الخدمة المنزلية المهاجرات، اللواتي ازدادت أحوالهن سوءاً مع الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها البلد منذ أكثر من سنة، وسط غياب لأي حماية قانونية وعدم القدرة على فسخ عقد العمل...

تلا العرض جلسة حوارية أوضحت فيها المحامية موهانا اسحق من وحدة "الاستغلال والاتجار بالنساء" في "كفى" مدى صعوبة المسار الذي تخوضه المنظمة منذ حوالي عشر سنوات بغية التوصّل إلى تغيير النظام القائم وإدراج عاملات المنازل المهاجرات في قانون العمل وضمان أبسط حقوقهن. اسحق قالت إن بطلة الفيلم هي نموذج لعاملات كثيرات تعرّضن لسلسلة انتهاكات جعلت من عملهن في لبنان دوّامة من الظلم والاستعباد، وأكّدت أن الحلّ يبدأ بتعديل قانون العمل ليشمل العاملات في الخدمة المنزلية أسوة بباقي الفئات العمّالية على أن يُرفق بآليات عمل تضبط عملية الاستقدام وتراقب تطبيق القوانين وتحاسب مرتكبي المخالفات، إضافة إلى وضع آليات واضحة وسهلة لفسخ عقود العمل تنهي كلّ أشكال العمل القسري. اسحق رأت أن التغيير القانوني يجب أن يترافق مع تغيير النظرة الاجتماعية الاستعلائية تجاه العمل في الخدمة المنزلية بحدّ ذاته وتجاه العاملين والعاملات فيه.

من جهتها أوضحت كاتبة السيناريو كلوديا مرشليان أن اختيارها حدث انفجار مرفأ بيروت لتختم به قصة ميهيريت هو للدلالة على أن هذا الحدث المأساوي طال الجميع من دون تمييز . كما شرح مخرج العمل التقنيات التي استخدمها والتحديات التي واجهته في تنفيذ الفيلم. من جهتهم عبّر الممثلون والحاضرون بتأثّر عن أملهم بتحقيق العدالة وإنهاء الظلم القائم بحق عاملات المنازل المهاجرات.