تسليم جائزة حقوق الانسان ودولة القانون الفرنسية الألمانية لمديرة منظمة "كفى"
أقامت السفارة الفرنسية في بيروت حفلاً تكريمياً لمديرة منظمة "كفى عنف واستغلال"، "زويا جريديني روحانا"، تسلّمت فيه المكرّمة جائزة حقوق الانسان ودولة القانون الفرنسية الالمانية لعام 2020، وذلك تقديراً لجهودها وعملها على مناهضة كافة أشكال العنف ضدّ النساء.
وكانت السفارتين الألمانية والفرنسية قد منحتا روحانا، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في نهاية العام الماضي، هذه الجائزة إلا أن الظروف الصحية الناتجة عن جائحة كورونا أدّت إلى تأجيل حفل التسليم. حضر تكريم روحانا في قصر الصنوبر السفيرة الفرنسية آن غريو والسفير الألماني أندرياس كيندل، بالإضافة إلى شخصيات حقوقية وإعلامية وعدد من الشخصيات الفاعلة بالشأن العام.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، عبّرت السفيرة الفرنسية عن سرورها لاستقبال الحاضرين في قصر الصنوبر لتسليم الجائزة إلى السيدة زويا روحانا. وتوجهت غريو إلى روحانا بالقول "نحيي مسيرتك المثالية كناشطة"، وتحدثت عن تاريخ مديرة منظمة "كفى" في المطالبة بالمساواة بين الجنسين ومكافحة العنف ضد المرأة والأطفال منذ أكثر من 25 عاماً.وذكّرت بالحدث الذي نظّمته روحانا في بيروت تزامناً مع المؤتمر الدولي الرابع المعني بالمرأة الذي انعقد في بيجين عام 1995، "وأعطى الحدث للمرة الأولى الكلمة للنساء من ضحايا العنف". وأشارت السفيرة إلى أن الناشطة المكرّمة أسست أول منظمة غير حكومية تعنى بهذه الإشكالية وسعت لإدراجها على لائحة الاهتمامات الوطنية. وأطلقت عام ٢٠٠٥ منظمة "كفى" التي تحولت إلى مرجعية لا غنى عنها في لبنان كما في مختلف أنحاء العالم العربي والتي تقدم دعماً مباشراً لمئات النساء كل عام. وأكدت غريو على دعم فرنسا للمنّظمة في المعارك الأساسية التي ينبغي خوضها كالدفاع عن حق الأم اللبنانية في منح الجنسية لأولادها، والاعتراف بالمساواة التامة في الحقوق من خلال الأحوال الشخصية، وحماية العاملات المنزليات المهاجرات وإقرار نظام الكوتا النسائية في مجلس النواب.
بدوره، لفت السفير الألماني إلى أنها المرّة الثانية التي تمنح الجائزة التي أطلقت في العام 2016 إلى شخصية لبنانية، وقال إنه لم يتوقع أن تنالها لبنانية خلال هذه المدة القصيرة لأنها تعطى لعدد قليل من الأشخاص. وأشار إلى أن جائزة "حقوق الإنسان وسيادة القانون" منحت لروحانا تقديراً لعملها وعمل كفى على مناهضة التمييز. واعتبر أن النساء في لبنان مستعدات وقادرات على العمل في السياسة. ومن جهة أخرى تحدث السفير الالماني عن الصعوبات التي تواجه النساء في لبنان في ظل واقع القوانين الحالية وعدم الالتزام بها.
وبعد كلمة السفيرين، جرى عرض شريط مصوّر يلخص إنجازات كفى منذ تأسيسها، وتناول الفيديو قضايا مختلفة عملت عليها المنظمة، وشملت العنف الأسري والاتجار بالبشر وحماية الأطفال.
بدورها ألقت روحانا كلمة شكرت فيها السفارتين الألمانية والفرنسية لمنحها الجائزة. وتحدثت عن دور النظام السياسي الطائفي في وصول لبنان إلى وضعه الحالي حيث تنتهك حقوق الإنسان أكثر فأكثر قي ظل تردي الوضع المعيشي. ولفتت إلى الانتهاكات التي يرتكبها هذا النظام بحق النساء والتي تؤدي إلى أشكال عدة من العنف ضدهن.وأكدت روحانا أن النضال من أجل حقوق المرأة يتقاطع بقوة مع انتفاضة اللبنانيين الذين طالبوا بدولة مدنية ديمقراطية يكون قانون الأحوال الشخصية الموحد أحد ركائزها ويضمن المساواة بين جميع اللبنانيين بشكل عام، وبين النساء والرجال بشكل خاص. ولفتت إلى أن اهتمام كفى ينصبّ حالياً على الضغط من أجل إقرار هذا القانون بهدف الوصول إلى دولة تضمن حقوق الإنسان لجميع المقيمين فيها بمن فيهم عاملات المنازل المهاجرات.