"حياة النساء أهم من كراسيكم": تظاهرة إحتجاجية لفتح أبواب المجلس للقانون
من حديقة الصنائع انطلقت يوم 24 شباط 2013 تظاهرة "حياة النساء أهم من كراسيكم" التي دعا إليها التحالف الوطني لتشريع حماية النساء من العنف الأسري ومنظمة "كفى عنف واستغلال" (كفى)، لمطالبة رئيس مجلس النواب نبيه برّي بإدراج مشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري على جدول أعمال اللجان النيابية المشتركة.
وتضمّنت حملة "حياة النساء أهم من كراسيكم" مجموعة من الرسائل وجّهتها نساء معنّفات إلى عدد من النوّاب ليروين لهم عن معاناتهنّ مع العنف الأسري وغياب الحماية القانونية، ومطالبتهم بإقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري في أٌقرب وقت ممكن، "فإن نسيتم فالنساء لن تنساكم". وكانت سيّدتان قد أرسلتا قصّتيهما إلى الرئيس نبيه برّي، وأتاهما الردّ عبر لسان مستشاره الإعلامي.
شارك في تظاهرة اليوم عدد من الجمعيات والناشطين/ات وممثّلي/ات الأحزاب اللبنانية ومشوا معاً مطالبين المجلس النيابي بإقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري الآن الآن وليس غداً، هاتفين "أبواب المجلس فلتُفتح"، "كلّ شهر مرا بتموت، ما رح نرضى بالسكوت"، "يا مجلس وينك وينك، في انتخابات بيني وبينك"، "عالذكوريّة، ثورة". كما ذكّر المشاركون/ات الرئيس برّي بالالتزام الذي كان قد أعلنه في الجلسة الافتتاحية للمجلس النيابي بعد انتخابات عام 2009، وفيه يقول "إنّ المجلس النيابي الجديد يجب أن يكون معنياً بإقرار التشريعات اللازمة الضامنة لمشاركة المرأة الكاملة في حياة الدولة والمجتمع وحمايتها من العنف وتعديل القوانين التمييزية الموجودة في القانون اللبناني في هذا المجال". فأين المجلس النيابي من هذا الالتزام اليوم؟
في عين التينة حيث توقّفت المسيرة، فاجأ عدد من المتظاهرات الحضور برقصة حضّرنها بإشراف المدرّب والراقص أليكساندر بوليكيفيتش، لتأديتها في ختام المسيرة على إيقاع أغنية تُرجمت خصيصاً من أجل حملة "حياة النساء أهم من كراسيكم"، عنوانها "رح قوم، رح أصرخ"، على لحن أغنية Break the Chains الخاصة بالمبادرة العالمية لإنهاء العنف ضد المرأة One Billion Rising.
وبعد الرقصة، ألقت مديرة منظمة "كفى عنف واستغلال" زويا روحانا الكلمة التالية:
"لن نتهاون بعد الآن بمسألة حقوقنا. لطالما سمعنا من يقول بأنّ الوقت غير مناسب الآن لطرح قضايا يعتبرونها ثانوية فمصير البلد على المحك، ونحن جئنا لنقول بأن قضايانا والقضايا المعيشية الأخرى ليست ثانوية، وأن مصيرنا نحن النساء هو على المحك، فالنساء يُقتلن ولا من يسأل، النساء يُعذّبن ولا من يسأل، طبعا فلطالما أبقى مجتمعكم الذكوري هذه الجرائم مدفونة في أقبية ما يسمى بـ "حرمات" و"خصوصيات" العائلة التي فرضتموها علينا من أجل إحكام سيطرتكم والتحكم بحياتنا كما تشاؤون.
كلا إن قوانين الانتخابات ليست أهم من القوانين التي نطالب بها، ليست أهم من قانون حماية النساء من العنف الأسري. إننا لن نقبل بأن يكون بلدنا متخلفا عن ركب الحضارة الإنسانية التي تجسدت في شرع عالمية واتفاقيات دولية أبرمها لبنان وسمحت الطبقة السياسية لنفسها بالتبرؤ منها بحجة الخصوصيات الثقافية.
إن قضية مكافحة العنف ضد النساء هي قضية جامعة لكل النساء حول العالم، ومن بينها النساء اللبنانيات، فلن نسمح لكم بأن تفرّقونا في هذا البلد الصغير إلى طوائف كي تضعفوا من حركتنا وتتمكّنوا من الاستمرار في التحكم بحياتنا كما تشاؤون.
استطعنا أن نثبت اليوم بأن قضية العنف ضد المرأة أصبحت قضية مجتمعية ومسؤولية مكافحتها لا تقع فقط على عاتق النساء ضحايا العنف، بل هي مسؤولية يتحملها خيرة من شبابنا وصبايانا شاركونا اليوم مسيرتنا ليقولوا معنا:
- لا لانتهاك كرامة الإنسان بغض النظر عن جنسه.
- لا لعدم وضع القضايا الإنسانية والاجتماعية في أولى اهتمامات السياسيين الذين يقودون هذا البلد.
- لا لتقاعس الدولة عن القيام بأبسط مهامها، ألا وهي حماية النساء من القتل والتعذيب.
- لا لسياسة النأي بالنفس عن كل ما يتعلق بقضايا الأحوال الشخصية.
- لا لغض النظر عما تسببه قوانين الأحوال الشخصية من عذابات وانتهاك لكرامات النساء وحقوقهن الإنسانية.
نتوجّه إلى النساء في لبنان لنقول لهن: نحن لن نتقدم إذا بقينا رعايا تابعات لأهوائهم. فلنكسر القيود التي تكبّل طاقاتنا لننطلق نحو بنا مجتمع يحقق العدالة الحقيقية، لا عدالة المجتمع الذكوري وتقاليده البالية. نتوجه إلى نساء لبنان لنقول لهن: لا تسكتن بعد اليوم، وليكن صوتكن صرخة مدويّة في وجه صناديقهم الانتخابية. اليوم مطلبنا واضح وضوح الشمس:
الآن الآن وليس غدا
".أبواب المجلس فلتُفتح لإقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري
وبعد الكلمة التي ألقتها السيدة روحانا، وُجّهت رسالتان من تيار المستقبل وحزب الكتائب التأكيد فيهما على دعم إقرار مشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري ومطالبة الرئيس بري بإدراج مشروع القانون على جدول أعمال اللجان النيابية.
لمشاهدة الصور