جلسة إستماع علنية للنساء في ساحة النجمة
المرأة التي تهزّ السرير بيمينها، تهزّ العالم بيسارها.
شعارات طنانة لطالما سمعناها بتتردّد في شهر آذار (في مناسبتي اليوم العالمي لحقوق المرأة وعيد الأم).
وهيك بيوهمونا إنو نكتفي بدورنا بهزّ السرير لأنو منكون عم نهزّ العالم، وبنسّونا أنو بهالبلد، نحن نساء بلا أهلية بالأحوال الشخصية، وأنو نحن مواطنات من الدرجة التانية".
هكذا افتتحت زويا روحانا، مديرة منظمة كفى، جلسة الإستماع العلنية التي انعقدت ظهر 23 آذار في ساحة النجمة أمام مجلس النواب اللبناني.
إلهام، لطيفة، بولين، حنان، ضحى، ولاء، غادة وأخريات، وقفن في الساحة، وأخبرن قصصهنّ الأليمة مع قوانين الأحوال الشخصية في لبنان.
"لهذه الوقفة رمزيتها"، أكملت زويا روحانا، "للمرة الأولى يتجرأ هذا العدد من السيدات على الوقوف أمام البرلمان أو إرسال رسائل صوتية، للكلام عن معاناتهن وللمطالبة بحقوقهن التي يكفلها الدستور".
نساء قضاياهنّ توزّعت على المحاكم الشرعية والجعفرية والروحية والمذهبية، التي تجتمع قوانينها على التمييز ضد المرأة. منهنّ تزوجن وهنّ قاصرات، أو مُنعن من مشاهدة أولادهنّ، أو حُكم عليهنّ بالنشوز لأنهن التجأن الى مراكز إيواء.
بأصوات عالية وواثقة بالرغم من الإرتجاف والحزن، تكلّمت النساء متخطيات الحواجز الإجتماعية والنفسية ومطالبات بحقهّن في العيش: " بدّي قانون يخلّيني عيش"، قالت سيّدة حُرمت من أولادها لأنها لم تعد تحتمل العنف الذي مارسه عليها زوجها.
أخبرت أخرى عن "سعادة إبنها المكبوتة" الذي رآها في المحكمة بعد طول غياب ولم يستطع التعبير عن فرحه بلقياها.
أما بولين، فقد تمكّنت أخيراً من رؤية ابنها من خلف باب صفّه، فزوجها، مدعوماً بالقانون، حرمها منه وأمر إدراة المدرسة أن تمنعها من الدخول لرؤيته.
اختارت "كفى" ومعها السيدات إذاً هذه السنة، أن يحتفلن بعيد الأم عبر اجتماعهنّ أمام المجلس النيابي لكي يُسمعوا المشرعين والمشرعات في أي "جنّة" تعيش الأمهات بسبب قوانين الأحوال الشخصية الطائفية.
"بدنا قانون موحّد للأحوال الشخصية، يحترم حقوقنا وحقوق ولادنا ويساوي بيننا ويرفع الظلم عنّا"، بهذا ختمت السيّدات شهاداتهنّ اليوم.