تدوينات

كنتُ في بداية سنّ البلوغ، نادتني جدتي وأخبرتني التالي: "اذا شفتي بقعه أو بقعتين دمّ على تيابك الداخليّة شي يوم، لا تخافي، تعالي خبريني فوراً وبقلك شو تعملي. هاد شي بصير مع النساء ومعناها بلشتي تصيري صبيّة وهوّ شي منيح. كلّ النساء بصير معهم هيك".

أحضر عرساً لإحدى الصديقات في موسم الأعراس الصيفيّة الكثيرة، وأسمع أحدهم يقول وهي تدخل بفستانها الأبيض الجميل ممسكة بيد زوجها، عبارة ”نسويّة بس نهايتها لبيت جوزها“، مازحاً بشيء من الشماتة، مفترضاً أنّ النسويّة هي شكل آخر من الرهبنة وفقط؛ أن تكون نسويّة معناه أن تندر حياتها للقضيّة.

وكأنّ خلق علاقة حميميّة مع أيّ رجل يشترط إسقاط هذه القضيّة بكلّ ما تحمله من تفاصيل يوميّة. أو كأنّ الزواج هو أنّها سقطت، أنها تخلّت عن نسويتها، أو أنّها عرفت انّ لا سبيل بالنسويّة فسلّمت. 

كان عليّ مغادرة لبنان وثورته لحضور صفوف الماستر بعلم النفس عن الصدمات النفسية في بريطانيا لعدّة أيام.

رفاقي في الصّف كانوا يسألونني عن الأوضاع في لبنان، فهم سمِعوا الكثير عنها عبر الإعلام.

كانت تعصف بي ذكرياتي الأليمة مساء كل يوم سبت وأنا أقود سيارتي وسط الطرقات الطويلة المعتمة والخالية، عائدةً الى منزل والديّ.

أحب أن أقدّم نفسي على أنني اختصاصية اجتماعية نسوية. أرى أن الصفتين أساسيتين للتعبير عنّي وعن العمل الذي أقوم به وأمضي وقتي في نقاشات طويلة دفاعاً عن القضيتين وارتباطهما بالمناصرة. أجل، العمل الاجتماعي هو قضية بالنسبة لي.

أعدّ الضحايا كلّ ليلةٍ... لأنام

كانت أمّي تمزح كثيراً،  فاعتقدتُ أنّها واحدة أخرى من مزحاتها. ضحكتُ بخوفٍ وطلبتُ منها أن تأخذ الأمر على محمل الجد.

منذ تصويت مجلس الشيوخ في ولاية ألاباما الأميركية على قانون يمنع الإجهاض في جميع الحالات تقريباً وابتداءً من لحظة حصول التلقيح، بما في ذلك في حالات الاغتصاب وسفاح القربى، واتّباع الجمهوريين في ولاية ميزوري الخطوات ذاتها مع بعض الفوارق، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم بالحدث.

علامات استفهام واضحة تظهر على الوجوه عند ذكر مهنتي كعاملة ‏اجتماعية مع النساء في الدعارة، تليها علامات تعجّب عند ذكر زياراتي الى مخفر حبيش في بيروت ولقاءاتي المستمرة بالنساء والاستماع إلى روايتهن المختلفة.

علامات الاستفهام والتعجّب والاستغراب تتكلل بأسئلة منها ما يطرح بصراحة ومنها ما يبقى يطوف بذهن صاحبها.