في عيد العمّال: عاملات المنازل يخبرن قصصهنّ على المسرح تحت عنوان: لولا النظام

في عيد العمّال: عاملات المنازل يخبرن قصصهنّ على المسرح تحت عنوان: لولا النظام

للعام الرابع على التوالي، تعمل منظمة "كفى عنف واستغلال" على إبراز قضية عاملات المنازل في لبنان من خلال أنشطة متنوّعة وجهود موزّعة على محاور عدّة ساعيةً عبرها إلى الوصول إلى اعتراف مجتمعي وقانوني بالعمل المنزلي كعمل حقيقي يستحق التقدير وحماية صاحباته والاحتفاء بهنّ في يومهنّ ويوم جميع العمّال في العالم. ولهذه المناسبة، نظّمت "كفى"، في اليوم الأوّل من الاحتفالات بعيد العمّال الممتدّة بين الثاني والرابع من أيّار*، جلسة مميّزة لإطلاق كتيّب عنوانه "لولا النظام... عاملات المنازل في لبنان يخبرن قصصهنّ" من على خشبة مسرح مونو في الأشرفية، حيث روت خمس عاملات منازل من جنسيات مختلفة أمام الحضور قصصاً كتبنها عن أنفسهنّ أو عن صديقات لهنّ لم يستطعن المشاركة بسبب وضعهنّ القانوني الصعب أو عدم تمكّنهنّ من مغادرة المنزل.

حضر إطلاق الكتيّب سفير بنغلادش في لبنان وممثلين/ات عن عدد من السفارات، ورئيسة الاتحاد الدولي لعاملات المنازل السيّدة ميرتل ويتبوي، والقوى الأمنية، والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية والجامعات. وقد افتتحت مسؤولة قسم مكافحة الاتجار بالنساء في منظّمة "كفى"، السيّدة غادة جبور، جلسة الإطلاق بكلمة المنظّمة تمهيداً لقصص العاملات، السيّدات راحيل، وميريام، وسوجانا، وتيريزا، وسيما، ولمداخلات المتكلّمَين المحامي رولان طوق والسيّدة ميرتل ويتبوي.

راحيل من إثيوبيا قرّرت أن تروي قصّة صديقتها التي كتبت في رسالتها "لمّا كانوا يقفلوا الباب كنت حسّ حالي بحبس... كانت تضربني بالنربيش بس أنا ما كان هاممني حالي. كنت كل الوقت عم فكّر بإمي، وقدّيش عم تتعذّب من ورايي."

أمّا ميريام من مدغشقر، فروت كيف قضت السنين الأولى من عملها من دون أي راحة، "بتبلّش المدام تشرح المهام: الفيقة علـ 5:30 الصبح، الحمّام علـ 6، وبعدين ببلّش الشغل. ترويقة، تحضير الولاد ليروحوا عالمدرسة، تنضيف البيت، غسيل الصحون، غسيل التياب، العشا، وبعدين النومة بنص الليل. 24 /7 شغل، بلا راحة".

سوجانا، الناشطة في مجموعة "ناري" الداعمة للعاملات النيباليات في لبنان، أخبرت كيف "اشتريت أدوية بس ما تحسَّنِت. خَبَّرتها (للمدام) بس ما ساعدتني. ساعتها حسّيت إنّي عنجد فقيرة: هون مافي إنسانية. بحبّوا الكلاب والبسينات، بس ما بحبّونا."

أمّا تيريزا من الفيليبين، فشاركت الحضور قصّة صديقتها التي كتبت "كان إذا برد الطقس، ممنوع تلبس بوط، وكان لازم تبقى بالمشّاية." وختمت سيما النيبالية بقصّة استغلال صاحب العمل لها واعتدائه عليها، قائلةً "في نهار إجا صاحب الشغل وحاول يعمل معي قصص مش منيحة، فتركت البيت لأنو ما كان بدّي إخسر حالي. حتّى لو بدي كون مش شرعيّة، أفضل من إنّي إتحمّل هيك تصرفات."

وبين القصص، مداخلتان. الأولى للمحامي رولان طوق الذي عدّد المشاكل الأساسية الناتجة عن نظام الكفالة مُقارناً بين العمل في ظلّ هكذا نظام والعمل الطبيعي، ومُفنّداً الفروقات بين الاثنين خصوصاً على صعيد آليّات الاستقدام وتكاليفها، وعقد العمل، وساعات العمل، والأجور، وأوقات الراحة والعطلة، والقدرة على التواصل.

أمّا المداخلة الثانية فكانت لرئيسة الاتّحاد الدولي لعاملات المنازل السيّدة ميرتل ويتبوي، وهي عاملة منزلية سابقة وقائدة الاتّحاد اليوم التي ألهمت بتجربتها العاملات الحاضرات في المسرح إذ شدّدت على أهمية أن تقود عاملات المنازل النضال بأنفسهنّ، ولكن أيضاً على تضافر الجهود بين العاملات والمجتمع المدني عموماً.

في الختام، جرى نقاش بين الحضور والعاملات والناشطين/ات المشاركين/ات حول التحديّات القائمة أمام تغيير نظام الكفالة وآليّات الاستقدام وتجارب عاملات المنازل في لبنان.

 

* يأتي هذا النشاط ضمن إطار أنشطة الاحتفال للسنة الرابعة بعيد العمّال للمطالبة بالحماية القانونية لعاملات المنازل المهاجرات في لبنان، والتي تنظّمها مجموعة من المنظمات الأهلية المداِفعة عن حقوق عاملات المنازل المهاجرات في لبنان.

لولا النظام... عاملات المنازل في لبنان يخبرن قصصهنّ
Allow Abused Migrant Domestic Workers to Change Employers and Grant them Grace Period