محامية إيرانية تواجه السجن 38 عاماً و148 جلدة

BEHROUZ MEHRI AFP/GETTY IMAGES

محامية إيرانية تواجه السجن 38 عاماً و148 جلدة

قال زوج نسرين ستوده، محامية حقوق الإنسان الإيرانية الشهيرة المسجونة منذ حزيران الماضي، رضا خندان إنّ محكمة إيرانية عاقبت زوجته يوم الإثنين بالسجن 38 عاماً وبـ148 جلدة.

السلطات الإيرانية وجّهت لستوده تهمة التجسس وإهانة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، بعد أن تولّت الدفاع عن ناشطين في المعارضة الإيرانية، بينهم نساء جرت ملاحقتهنّ قضائياً بسبب خلعهنّ الحجاب المفروض إلزامياً في البلاد.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن القاضي بإحدى المحاكم الثورية في طهران محمد مقيسه، قوله يوم الإثنين، إن الحكم بحق ستوده هو السجن خمسة أعوام بتهمة التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي وعامين لإهانة المرشد الأعلى خامنئي.

إلا أنّ زوج ستوده أكد على صفحته على فايسبوك، أنّ الحكم هو السجن لـ38 عاماً، بالإضافة إلى 148 جلدة وهي عقوبة مبالغ فيها، حتى بالنسبة لإيران التي تتخذ إجراءات مشددة ضد المعارضين وتصدر أحكاماً بالإعدام في بعض الجرائم.

وتأتي أنباء الحكم على ستوده بعد أيام فقط من تعيين رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي رئيساً جديداً للسلطة القضائية. ويُنظر إلى تعيين رئيسي على أنه إضعاف للنفوذ السياسي للرئيس المعتدل نسبياً حسن روحاني.

وكان ألقي القبض على ستوده في أيلول من العام 2010 وحكم عليها بالسجن ستة أعوام بالإضافة إلى منعها من ممارسة مهنة المحاماة لمدة 10 سنوات ومنعها من مغادرة إيران لمدة 20 سنة، بتهمتي نشر دعاية ضد النظام والتآمر للإضرار بأمن البلاد، إثر دفاعها عن معارضين موقوفين خلال تظاهرات العام 2009 احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ستوده نفت جميع التهم الموجهة إليها، ليفرج عنها لاحقاً في العام 2013، بعد أن أمضت في السجن نصف المدة المقررة.

تمّ الإفراج عن المحامية الإيرانية قبيل زيارة قام بها الرئيس حسن روحاني إلى الأمم المتحدة، بعد فترة وجيزة من فوزه في الانتخابات وقطعه وعوداً بتنفيذ إصلاحات في البلاد.

إضرابات عن الطعام

يعتبر الإضراب عن الطعام أبرز وسيلة سلمية اعتمدتها ستوده للمطالبة بحقوقها وحقوق معتقلي الرأي زملائها ومارسته 5 مرات.

في 25 أيلول من العام 2010، بدأت المحامية الإيرانية إضراباً عن الطعام بعد منعها من تلقي زيارات واتصالات من قبل عائلتها، لتنهي إضرابها بعد 4 أسابيع، في 23 تشرين الأول 2010.

في 17 تشرين الأول 2012، بدأت ستوده إضراباً جديداً عن الطعام إلى أجل غير مسمّى، استنكاراً لفرض قرار حظر سفر على ابنتها. وأصبحت قضيتها موضع اهتمام دولي. فأُقيمت وقفات تضامنية كثيرة معها في عدد من دول العالم.

ساءت حالة ستوده بشكل كبير في اليوم الـ47 لإضربها عن الطعام، وفي 4 كانون الأول 2012، أوقفت إضرابها بعد زيارة مجموعة من أعضاء البرلمان لها في سجنها حيث تحدثوا معها وقبلوا طلبها برفع حظر السفر عن ابنتها.

منح البرلمان الأوروبي ستوده جائزة "ساخاروف لحقوق الإنسان" في 26 تشرين الأول 2012.

بطلة قومية

تقبع اليوم نسرين ستوده في السجون الإيرانية إلى جانب خمسة محامين آخرين مدافعين عن حقوق الإنسان على الأقل.

وللمفارقة، قد تكون عقوبة الجلد هي العقوبة الوحيدة التي لا تميز الأنظمة القمعية فيها بين الجنسين، إذ يُجلد الرجال والنساء بسبب رأيهم المغاير على حدّ سواء.