تظاهرة اليوم العالمي للمرأة في لبنان: "إذا بدها شارع للتشريع... نازلين

تظاهرة اليوم العالمي للمرأة في لبنان: "إذا بدها شارع للتشريع... نازلين

من مدافن الشهداء حيث وضع وفد من منظمة "كفى عنف واستغلال" والمشاركين/ات في التظاهرة، إلى جانب أهل الضحية منال العاصي، إكليلاً من الزهور على قبرها، انطلق النهار الطويل والتاريخي الذي حشد آلاف المشاركين/ات الذين/اللواتي نزلوا/ن لمطالبة المجلس النيابي بعقد جلسة تشريعية لإقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري مع التعديلات اللازمة، وتحقيق العدالة للنساء جميعاً، وخصوصاً اللواتي قُتلن نتيجة عنف أسري في الآونة الأخيرة.

 

افتتحت المسيرة فرقة "زقاق" بمسرحية دمى تجسّد كافة أشكال العنف ضد المرأة تحت عنوان "ناس بسمنة وناس بزيت". وبعد المسرحية، سار المشاركون/ات -ومن بينهم بعض من أهالي النساء اللواتي قُتلن نتيجة عنف أسري، وعمّال وعاملات وفنانون/ات وناشطون/ات ومنتمون/ات إلى هيئات مدنية ونقابات واتّحادات موظّفين/ات ومدارس وجامعات ونوادٍ...- من المتحف الوطني وصولاً إلى قصر العدل، رافعين/ات عدد كبير من الشعارات واليافطات المُطالِبَة بالعدالة والحماية للنساء في لبنان. ومن هذه الشعارات: "أنا ما متت بس غيري كتار ماتوا"؛ "من الشارع إلى المشرّع: أقرّوا قانون حماية النساء من العنف الأسري"؛ "كان فيي كون رولا، منال، كريستال، لطيفة، فاطمة..."؛ "العدالة للنساء ضحايا العنف"؛ "مش أبو عدس... قاتل رولا معروف"؛ على وقع صرخاتٍ وهتافاتٍ مثل: "يا نائب يا أصمّ، رح بتهزّك صرخة إمّ. صرخة إمّ صرخة إمّ بضميرك رح بترنّ" و "يا طبيب قول الحقّ إنتَ شرعي ولّا لأ؟"...

 

اختُتمت المسيرة من أمام قصر العدل بكلمة لـ"كفى" ألقتها مديرة المنظمة السيدة زويا روحانا أعادت فيها التشديد على مطالب هذه التظاهرة الجامعة والشعبية.

 

كلمة "كفى" ألقتها السيّدة زويا روحانا:

والدة فاطمة، والدة رولا، والدة منال، والدة كريستيل وأمهات كل النساء اللي انقتلوا بعنف أسري،
جينا اليوم تا نقلكن، إذا الدولة والمسؤولين فيها مش سألانين عنكن، نحنا سألانين، كل المتواجدين اليوم بالشارع إجو تا يعبروا عن تضامنن معكن، وتا يقولوا للمسؤولين بيكفي بقا، بيكفي تجاهل الناس لعذابات الناس همومهم وحاجاتن اليومية،
بيكفي تجاهل لقضايا النساء،
بيكفي تجاهل للعنف اللي عم بيصير بقلب البيوت واللي عم يوصل لمراحل القتل، 
هي الجرايم يللي صارت بالأشهر الأخيرة، ما خلت ضميركن ينهز تا تنزلوا عالمجلس النيابي وتعقدوا جلسة لتقروا القانون؟
هي الجرايم يللي صارت، والطريقة يللي تعاطى فيها القضاء مع بعض الملفات منها، ما بتستاهل إنكن توقفوا وتساءلوا هالقضاء؟
إذا كنتوا تعودتوا إنو تنقتل النساء وما حدا يحكي، هيدا زمن ولى إلى غير رجعة،
إذا كنتو تعودتوا إنو تنقتل النساء ويرجعو ينقتلو مرة تانية بالتلاعب بالملفات القضائية وينقتلو مرة ثالثة بتعييرهن بسلوكهن، هيدا كمان زمن ولّى إلى غير رجعة،
إذا كنتوا تعودتو تتجاهلوا العنف يللي عم تتعرضلوا النساء ببيوتا، و تعودتو إنو النساء تسكت عن إهانة كراماتا، هيدا الزمان كمان ولى إلى غير رجعة،
إذا كنتو تعودتو إنو تغتصب النساء وتسكت وتضل هالجرايم مخباية بغرف النوم، لا مش لح نسكت بعد اليوم، ولا لح نسمح إنو تسّمو اغتصاب الزوج لزوجته "حقوق زوجية"، ومتل ما خرقنا السور يللي كنتو تسمو حرمة المنزل تا تسترو على جرائم العنف الذكوري اللي يمارس على النساء، لح نخرق حرمة غرفة النوم المغلقة تا نفضح جرائم الاعتصاب الزوجي.
نحنا اجتمعنا هون اليوم تا نأكدلكن إنو هيدا الزمن ولّى. 
ولح نضل رافعين الصوت تا ينقر القانون يللي بيحمي النساء ومنشدد على كلمة النساء، لأنو النساء هني ياللي عم ينقتلو وهني يللي بحاجة للحماية بهيك مجتمع ذكوري وبهيك قوانين للأحوال الشخصية منأكدلكن إنو المسيرة هاي مش لح تخلص اليوم، لأنو نحنا يللي نزلنا اليوم على الشارع، نزلنا لنطالب بدولة الحق والعدالة الاجتماعية دولة بتحترم مواطنيها وما بتميز بيناتهن على أساس جنسهن، دولة بتأمّن الحماية ليللي بحاجة لحماية، وأول خطوة على هالطريق هيي إقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري، 
بيكفي بقى!
بيوم المرأة العالمي منوجه تحية لكل النساء اللي عم بيعانو من ظلم المجتمع الذكوري، اللي مشاركين معنا اليوم واللي ما بتسمحلن ظروفن إنن يشاركو، ومنقلن بدنا نضل نناضل سوى، كل واحد منا من موقعو تا نوصل للمجتمع يللي بيليق فينا، مجتمع بينظر للعدالة من خلال عيون النساء. 
اسمحولي ما أشكر حدا اليوم، لأنو بعتقد إنو كل يللي نزلو اليوم عالشارع، نزلو لأنو حسو إنو لازم ينزلو تا يعبرو عن رفضن ليللي عم بيصير، ومش ناطرين حدا يشكرن، بس اسمحولي عبّر عن افتخارنا بوجود مواطنين ومواطنات متلكن. 
ومش لح نقطع الأمل طالما في ناس متلكن بهالبلد.