كارولا راكيتي: إنقاذ الأرواح ليست بجريمة

كارولا راكيتي: إنقاذ الأرواح ليست بجريمة

اعتقلت الشرطة الإيطالية السبت الماضي قبطانة سفينة "سي ووتش 3" الألمانية كارولا راكيتي، بعد أن رست في ميناء جزيرة لامبيدوسا الإيطالية من دون إذن وهي تقل 40 مهاجراً أفريقياً.

بعد انتظارها في المياه الدولية لـ17 يوماً على أمل تلقي دعوة من إيطاليا أو دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي لقبول السفينة، قررت راكيتا الإبحار إلى لامبيدوسا فجراً، ولكن سفينة حربية إيطالية كانت في انتظارها لمنعها من ذلك، فأقفلت الطريق أمامها، ممّا استدعاها الى عدم التوقف وصدم السفينة الحربية.

ستحاكم راكيتا لـ "مقاومتها سفينة حربية" وهي تهمة تصل عقوبتها إلى 10 سنوات من السجن في حال إدانتها. كما قد تواجه غرامة تصل إلى 50000 يورو بموجب قانون حديث أقرّته الحكومة الإيطالية لتعزيز سياساتها التي تستهدف السفن الخاصة لإنقاذ المهاجرين.

وكان وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفيني أكد قبل إبحار راكيتا إلى إيطاليا إنه لن يسمح لسفينتها بالرسو إلا حين توافق دول أخرى في لاتحاد الأوروبي على استقبال المهاجرين بشكل فوري. مضيفاً انّه، إذا لم يتحقّق ذلك، ستصادر السلطات الإيطالية السفينة وتقاضي قبطانتها.

وكانت الحكومة الإيطالية شكرت في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر يوم الجمعة أي قبل يوم واحد على إبحار راكيتي نحو إيطاليا، كل من فنلندا وفرنسا والبرتغال ولوكسمبرغ وألمانيا لـ"استجابتهم الإيجابية" بشأن السفينة العالقة.

بعد ساعات من توقيف راكيتي، قال سالفيني في تغريدة إنّ "عناصر الشرطة الإيطالية خاطروا بحياتهم بسبب قرار سفينة سي واتس الإجرامي" وفق تعبيره. واصفاً راكيتي في مقابلات صحفية بأنها "قرصانة" و"خارجة على القانون".

في مقابلة نشرتها صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية الأحد، أكدت راكيتي أنها لم تكن تقصد وضع حياة أي شخص في خطر. مضيفة أنها أخطأت في الحكم عند حسابها المسافة التي تبعدها عن قارب الشرطة الذي كانت منطلقة نحوه.

وقالت أنها عصت أوامر الشرطة في التوقف، لأن بعض المهاجرين كانوا قد بدأوا بإيذاء أنفسهم على متن السفينة فخشت "أن يؤدي ذلك إلى حالات انتحار" قفزاً بالماء.

"أنا مسؤولة عن حياة 42 شخصاً لم يعد باستطاعتهم تحمّل المزيد. حياتهم أهمّ من الحسابات والألعاب السياسية".

رغم الملاحقة القانونية، تلقت الشابة الألمانية دعماً سياسياً في ألمانيا، وتلقت دعماً مالياً من حوالى 24 ألف شخص جمعوا لمساعدتها مبلغاً يقارب المليون دولار. انتشرت كذلك على صفحات التواصل الإجتماعي صور الشابة الألمانية وتعليقات داعمة لها ولما قامت به من عمل إنساني.

كما تجمع عشرات الأشخاص الإثنين في البلدة التي رست فيها سفينة راكيتي للتضامن معها، رافعين لافتات كتب عليها " "إنقاذ الأرواح ليس بجريمة".

 

*المحكمة الإيطالية أصدرت ليل الثلثاء حكماً قضت فيه بأن راكيتي لم تنتهك أي قوانين وكانت تعمل لإنقاذ حياة الناس. ورفعت الإقامة الجبرية الفروضة على راكيتي منذ يوم السبت الماضي.