تعالج وحدة مناهضة الاتجار والاستغلال في "كفى" شكلين من الاستغلال الذين يستهدفان النساء بشكل خاص وهما الاستغلال والاتجار الجنسي والعمل المنزلي القسري. ويتم ذلك عبر برنامجين مخصصين لهاتين الفئتين من النساء: النساء المستغلّات في مجال الدعارة وعاملات المنازل المهاجرات.
كما تدعو الوحدة إلى توفير حماية قانونية واجتماعية للنساء والفتيات ضحايا الاستغلال والإتجار، وتغيير العقلية الاجتماعية التمييزية السائدة ضد هاتين الفئتين من النساء.
يتم التدخل على عدة مستويات للوصول إلى هذه الأهداف، مثل:
- المناصرة بهدف إحداث تغيير قانوني ومجتمعي طويل الأمد، لا سيما في ما يتعلق بإلغاء نظام الكفالة وإدخال عاملات المنازل ضمن قانون العمل، وكذلك اعتماد مقاربة إلغائية للدعارة عبر وقف تجريم النساء المستغلّات في مجال الدعارة ومساندتهن، ومعاقبة مشتري الجنس والقوادين والمتاجرين.
- إعداد الأبحاث لإنتاج معرفة وتحديث المعلومات بشكل دائم، ولتصميم تدخلات قائمة على الأدلة، مع الضحايا
- الأنشطة والحملات التوعوية لمحاربة الأفكار المغلوطة والصور النمطية السائدة حول هاتين الإشكاليتين.
- بناء القدرات مع الفئات المعنية من النساء أنفسهن. وتدريب قوى الامن الداخلي وقوى الأمن العام ومقدمي الخدمات على كيفية التدخل مع هاتين الفئتين.
- تقديم الخدمات الشاملة للضحايا عبر:
- خط ساخن متوفر 24/7 لعاملات المنازل والنساء المستغلات في مجال الدعارة
- تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي الاجتماعي ووضع خطة لتدخل شامل مع الاختصاصية الاجتماعية
- تقديم المتابعة النفسية مع معالج/ة نفسي/ة وطبيب/ة نفسي/ة
- تقديم الخدمة القانونية عبر استشارات قانونية، مرافقة الضحية خلال التحقيقات، التوكل والمرافعة عن الضحية ومساعدتها لتقديم الشكاوى، ومتابعة الملف القانوني المرتبط بالقضية
- تقديم مركز إيواء آمن تابع للمنظمة يستهدف النساء ضحايا الاتجار بهدف الاستغلال الجنسي أو العمل المنزلي القسري. يقدّم هذا المركز، الإيواء الموقّت لهؤلاء النساء والمرافقة والدعم الاجتماعي والصحي والنفسي والقانوني، كما يؤمن للمرأة فرص تمكين والعودة السالمة لموطنها إذا ما كانت مهاجرة.
النشاطات
بعدما كنّ محبوسات في منازل كفلائهنّ في ظلّ نظام الكفالة، أصبحت عاملات المنازل، مع الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا اللتين أتتا لتكملا الطوق عليهنّ، عالقات في لبنان الذي تحوّل الى سجن كبير لهنّ.
الوضع يزداد خطورة يوماً بعد يوم وينذر بكارثة إنسانية: مشهد العاملات المشردّات وهنّ يفترشن الأرصفة بعد "رميهنّ" من قبل أصحاب العمل في الشارع أو بعد انعدام قدرتهنّ على دفع بدلات ايجار بيوتهنّ، آخذ في الاتّساع، وهنّ معرّضات للجوع وللأمراض الجسدية والنفسية وللمزيد من الإستغلال والعنف.
أنا مانيني،
أذكر أنّني عندما أتيت إلى لبنان وكنت أُسأل عن عمري، كنت أجيب بأنني لا أعرف. كنت خائفة بأن يقوموا بترحيلي إذا علم أحدهم بأنني صغيرة في السّن.
تظاهرت مئات العاملات المنزليات المهاجرات من جنسيات مختلفة أمس الأحد في بيروت للمطالبة بإلغاء نظام الكفالة واستبداله بقوانين هجرة عادلة وإدراجهنّ في قانون العمل.
خلال خمسة أشهر من عملها في الخدمة المنزلية، تعرّضت تينا لشتّى أنواع العنف الجسدي والنفسي، من احتجاز وتحقير وإهانات وصراخ وضرب.
وعلى الرّغم من تمكنها من التحرّر جسديًا بعد تركها منزل الكفيل، إلّا أنها لا تزال مقيدة بسلاسل الكفالة التي تشترط حصولها على "تنازل" من كفيلها المعنِّف حتى تتمكن من العمل في مكان آخر، وإلّا فهي مجبرة على العودة الى بلادها فارغة اليدين.
نظام الكفالة هذا يجسّد العبودية الحديثة بأقصى أشكالها، فهو يسمح للكفيل بالسيطرة المطلقة على حياة عاملات منزليات وعلى كافّة حقوقهن الإنسانية ويكون له وحده الحق بفكّ قيدهنّ.
أطلقت منظّمة "كفى عنف واستغلال" حملة إعلاميّة بعنوان "فكروا فيا"*، تستهدف فيها أصحاب العمل اللّبنانيّين وتستكمل فيها ما بدأته في حملة "ما تناقض حالك، راجع حالك" في العام 2016 التي سلّطت الضوء على ممارسات أصحاب العمل مع عاملات المنازل ومواقفهم اتجاههنّ.
للسنة الثامنة على التوالي، اجتمعنا معًا، عاملات منازل مهاجرات ومؤيّدين/ات لهنّ، وسرنا جنبًا إلى جنب في مسيرة مطلبية واحتفلنا معًا بعيد العمّال.
لم يشهد العام الماضي أي تحسّن في أوضاع عاملات المنازل المهاجرات أو تقدّم في تعزيز حقوقهنّ، بل تزايد العنف والاعتداءات عليهنّ واستمرّت الانتهاكات لحريّاتهنّ وحقوقهنّ وأرواحهنّ، فيما بقي مرتكبو هذه الانتهاكات مُفلتين من أي شكل من أشكال المحاسبة والعقاب.
للعام السابع على التوالي، احتفلت عاملات المنازل المهاجرات في لبنان بعيد العمّال/العاملات يوم الأحد 1 أيار 2016، واخترن هذه السنة الضغط باتجاه تصديق الدولة اللبنانية على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 189 المتعلّقة بظروف العمل اللائق لعاملات المنازل التي صدرت في العام 2011 ودخلت حيّز التنفيذ في 5 أيلول 2013.
"وبشيء من السخرية، أعرب قزّي عن استعداده لمنح الجنسية اللبنانية لـ 420 ألف آسيوي وأفريقي، ليصبح لبنان متعدّد الألوان بدلاً من متعدّد الطوائف!"